الصفحة الرئيسية > التنقيبات والمسوحات > عمليات تنقيب فرنسية أخرى > زنكور و أبوسفيان

عمليات تنقيب جامعة ليل 111 شارل ديغول

زنكور و أبوسفيان

الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2011, بقلم SFDAS

تحت قيادة بريجيت غراتيان.

يقع موقع زنكور إلى الجنوب من وادي الملك، الذي يمتد على طول " درب الأربعين" الشهير الذي يمر عبر دارفور و كردفان. عرف موقع زنكور منذ فترة طويلة بأعمدته المتراصة التي تنتصب في وسط الفلاة القاحلة. تم مسحه عن طريق عمليات استكشاف بريطانية في زمن الاستعمار. لكن لم تجر فيه عمليات تنقيب حقيقية للأثار إلا عام 2002 بواسطة بعثة جسم العربة الأثرية (جامعة ليل 111) بقيادة بريجيت جراتيان.

زنكور منظر لموقع المدينة
R.-P. Dissaux © SFDAS

إن التنقيب في زنكورعمل شجاع و ريادي. ذلك لأن ظروف العمل صعبة للغاية، حتى بالنسبة لعلماء الآثار المحنكين. علميا، فإن الوضع ليس أكثر سهولة لأن المنقبين دائما يعنون في المقام الأول بوادي النيل و لم يكن هناك ما يمكنهم من التعرف على الثقافات التي يمثلها الموقع، لأن أيا منهم لم يكن يعرف الكتابة الموجودة على الموقع. و مع ذلك فإن العلاقة بين حضارات وادي النيل والمناطق الداخلية من افريقيا كانت موضوع المئات من الكتب ذات القيمة الكبيرة. لكن بعثة جسم العربة كانت هي فقط من قرر تخطي هذا الحاجز للذهاب بحثا عن أدلة أثرية.

الموقع الأساسي
R.-P. Dissaux © SFDAS.jpg

من خلال توسيع عمليات التنقيب على مساحة حوالي 20 كلم حول الموقع، تبين أن سكن هذه المنطقة كان قديما جدا، يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم الأوسط. تزايد عدد السكان و عدد المواقع مع مرور الوقت و كانت في مأمن من الرياح لوجودها بصفة خاصة حوال الجبل الذي يحد السهل. أما المقابر فقد أقيمت في السهول المفتوحة. لم يتم بعد التعرف على هذه الثقافات و لا تحديد تأريخها بدقة نسبة لعدم وجود عناصر تقارن بها و لكن لا تزال الأبحاث جارية في هذا الاتجاه.

و مع ذلك تم التعرف على عدة مستويات للسكن. يعود الأول منها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد و تتميز بمنازل صغيرة و أدوات حجرية و خزف جميل و مصقول عليه رسومات. أما المستوى الثاني فقد كان ممثلا بصورة جيدة، خاصة في زنكور. يرجع تاريخ هذه الحضارة الى حوالى السنة صفر و كانت معاصرة لحضارة مروى لكن لم يتم حتى الآن اكتشاف أي أثر مروي. و هناك جدران سميكة تم تعزيزها بأبراج تشكل جدارا كبيرا يضم مساحة 1.3 في 1.8 كيلومترا على قمة جبل زنكور. و يضم السور أيضا في الأسفل منطقة سكنية ذات كثافة سكانية أقل. و هناك نظام تجميع مياه الأمطار مع خزانين متعامدين لتزويد المدينة بالمياه. و نحن نأسف للتدمير شبه الكامل للموقع الذي تم إعادة استخدام طوبه ذي الحجم الكبيرفي المباني الحديثة ، و لكن مع ذلك نحن نعلم أن هذه البيوت القديمة إشتملت على عدة حجرات مجمعة أو متراصة. و هناك دوائر تتكون من أعمدة حجرية مصقولة تشير إلى أماكن العبادة

زنكور، أطلال المدينة
R.-P. Dissaux © SFDAS

الفخار في هذه المنطقة فريد في نوعه، تم تشكيله بغير إتقان، و مركب على القش و مغطى بطلاء أحمر و مزين في بعض الأحيان بديكورهندسي.
لكن يبدو إعمار هذه الاماكن كان لفترة قصيرة، ويمكن ان نعتقد أن زنكور كانت مقرا لإمارة مستقلة لا علاقة لها بالحضارات التي سادت في وادي النيل في نفس الفترة.

لم يتم التعرف على ساكني المنطقة اللاحقين بشكل جيد و تعتبر مدينة فوغا الموقع الحضري الوحيد المعروف حاليا. و يبدو أن المنطقة قد شهدت عصرا ذهبيا جديدا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، و لكن مرة أخرى، لم يثبت وجود علاقة مقنعة مع الممالك المسيحية المعاصرة في وادي النيل.

يتميزالسهل بعدد من المقابر تعود لكل العهود ، تتكون من قباب مغطاة بقبورحجرية في الغالب. و تتميز بعضها بحجارة أكثر إرتفاعا بنيت في وسط مربع من الحجارة المنصوبة. إن أحد أكثر الأمثلة الرائعة لهذا النوع من المدافن يمكن رؤيته حول مدينة زنكور وقد تعود إلى C14 (عنصر الكربون 14) من أواخر القرن الثالث عشر أو أوائل القرن الرابع عشر. و ربما فقدت المنطقة أهميتها بعد ذلك نظرا لشح المياه. ثم انتقلت من ثم مراكز النفوذ نحو المنطقة الجنوبية الغربية.

زنكور،بيان أحد أكوام حجارة القبور بواسطة ج. نوغارا و ف. فرنسينيي
V. Francigny © SFDAS

بدأت في عام 2005 أعمال التنقيب في موقع أبو سفيان الذي يبعد 250 كيلومترا الى الشمال من زنكور. منذ اكتشافه في عام 1923 ، و إجراء مسح أولي في عام 1935 لم تتم الإشارة سوى إلى أكوام كبيرة من الحجارة و إلى رسومات صغيرة ليست لها أية علاقة بثقافات وادي النيل ، أو حتى مع زنكور. و قد بدأ التنقيب في مساحة 20 × 20 كم. يعود أقدم موقع في هذه المنطقة إلى العصر الحجري القديم الأوسط.

و من أبرز الاكتشافات مقبرة صغيرة تتكون من عشرة تلال دفن ترجع للعصر الحجري يقع قبلها صف مزدوج من الحجارة المنصوبة. و ربما كان هناك أيضا معبد جنائزي غير بعيد عن هذا المكان.

في وقت لاحق أصبحت المساكن أقل عددا وأكثر تمركزا من زنكور، لكن المقابر كانت كثيرة ومتفرقة. و في أبو سفيان توجد منطقة مأهولة مدفونة بالكامل في الرمال يمكن التعرف عليها من سورها و أحدى المدافن. الضريح الأكثر أهمية إرتفاعه 50 مترا وقطره أكثر من 3 أمتار تزينه كومة من الطوب.

يبدو الخزف المحلي معاصرا للعهد المروي و لموقع زنكور، على الرغم من وجود بعض أوجه التشابه مع خزف حضارة كرمة السابقة بكثير. و هناك بلدة أخرى محاطة بالحجارة تطل على منطقة سكنية كما في زنكور و لكن على نمط مختلف نوعا ما عن تقسيم مدينة عليا / مدينة سفلى.

يجب الإشارة إلى إحدى السمات الخاصة بأبو سفيان : لوحات صخرية من كل الفترات تمثل الحياة البرية أو شخصيات، تم تصميمها بغير إتقان و حتى جمال مركبة لرسومات لاحقة.

لقد سكن الانسان المنطقة الجنوبية لنهر النيل بالقرب من درب الأربعين على نحو شبه مستمر منذ عصور ما قبل التاريخ ، و لكن يبدو أنه قد بقي بعيدا عن حضارات الوادي. يجب إذن أن نفكر في سلسلة من الممالك المستقلة على طول هذه الطرق التجارية قبل تمدد سلطنة دارفور إلى كردفان و حملات الفونج في وسط السودان.

La zone sud du Nil à proximité de la Piste des Quarante Jours a donc été occupée par l’homme de façon quasi continue depuis la préhistoire, mais semble être restée à l’écart des civilisations de la vallée. Il faut donc envisager une succession de royaumes indépendants le long de ces routes commerciales, avant l’extension du sultanat du Darfour vers le Kordofan et les campagnes des Fungs du Soudan Central.

صالة العرض